خدمة الإنسانيّة
” لَمْ يَزُلْ كَانَ إصْلَاحُ الْعَالِم بِالْأَعْمَال الطَّيِّبَةُ الطَّاهِرَةُ وَالْأَخْلَاق الرَّاضِيَة الْمَرْضِيَّة. “
– حضرة بهاء اللّه –

تشهد الإنسانية اليوم تحولات كبرى تقود – وفقًا للرؤية البهائية – نحو تحقيق وحدة الجنس البشري. إلا أن هذه الوحدة المنشودة لا تتحقق إلا عبر تحول مزدوج يشمل الفرد والمجتمع معًا.
فعلى الصعيد الفردي، يتمثل هذا التحول في تنمية شقين متكاملين:
- الأول عام: ويتمثل في اكتساب الفضائل الإنسانية العالمية التي تشترك فيها البشرية جمعاء
- والثاني خاص: ويتجلى في صقل المواهب الفردية التي منحها الله لكل شخص، ليوظفها في خدمة المجتمع. إذ تعتبر الرؤية البهائية أن العبادة الحقيقية لا تكتمل إلا بارتباطها الوثيق بخدمة الصالح العام وازدهار المجتمع.
أما على المستوى المجتمعي، فيتجلى هذا التحول في إسهام كل فرد – وفقًا لإمكاناته – في بناء النسيج الاجتماعي. فكما أن الجسد لا يكتمل إلا بتكامل أعضائه، كذلك المجتمع لا يزدهر إلا بتآزر أفراده.
وانطلاقًا من هذه المبادئ، يبذل البهائيون في تونس جهودًا متواضعة لخدمة مجتمعهم عبر برامج تنموية شاملة. تركز هذه البرامج على تنمية قدرات مختلف الفئات العمرية من الأطفال إلى الشباب والكبار، سعيًا لإطلاق ديناميكية بناء مجتمعي متكامل.
ومن هذا المنطلق، يتوجه البهائيون إلى جميع أبناء وطنهم، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو مستوياتهم التعليمية، للمشاركة في هذا المسار الجماعي الذي يهدف إلى بناء مجتمع متساند ينعم بالوحدة في إطار التنوع.
بعض من أنشطة الخدمة في الأحياء التّونسيّة





في جميع أنحاء العالم، يسعى أتباع حضرة بهاءالله وأصدقاؤهم للمساهمة في خير ورخاء جامعاتهم وتقدّم مجتمعاتهم. فيلم ”احتضان وسيع الرّحاب“ يصوّر بعض التّجارب والرّؤى لمجموعة مختارة من الأحياء والقرى، في مناطق ريفيّة وحضريّة. هنا، تتكشّف عمليّة بناء جامعات نابضة بالحياة من خلال عمل فرديّ وجماعيّ مدفوع بالتزام لتعلّم، حسب بيان حضرة بهاءالله، كيف ”تتحوّل الوسائل المذكورة جميعها من عالم الألفاظ والأقوال إلى عرصة الشّهود والعيان.